الخميس، 28 يونيو 2012

آيات الله في النحل


آيات الله في النحل

 
في آية واحدة تتجلى معجزات كثيرة في كل كلمة من كلماتها، فقد ذكر الله تعالى النحل في القرآن ولخص لنا رحلة النحل بآيتين فقط، مع العلم أن العلماء أمضوا سنوات لاكتشاف هذه الحقائق.........
يقول تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].
 في كل كلمة من هذه الكلمات الإلهية معجزة تستحق التفكّر! ففي كلمة (أَوْحَى) معجزة! فقد ثبُت أن النحل لا تتعلم صنع العسل بل هنالك غريزة وضعها الله فيها تدلّها كيف تعمل. وهنالك برنامج دقيق تسير عليه النحلة ولا تحيد عنه منذ ملايين السنين؟
 وفي كلمة (اتَّخِذِي) معجزة أيضاً فالنحلة تتخذ من الجبال أو الشجر أو العرائش بيوتاً تأوي إليها، ولو ذهبت إلى مسافة بعيدة تجدها ترجع إلى بيتها ولا تضلّ الطريق، فمن الذي أرشدها وعلّمها وألهمها؟ أليس هو الله سبحانه وتعالى؟؟
 
للنحلة ميزات كثيرة مثل التفكير والتخاطب مع عالمها الخاص، والبناء وتربية النحلات وإنتاج الغذاء وغير ذلك مما يجعلها شبيهة بعالم البشر، وهذا ما أشار إليه القرآن في قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
وقد ثبُت علمياً أن أفضل أنواع العسل فائدة من الناحية الطبية، هو العسل الجبلي، يليه العسل المستخرج من الشجر، وأخيراً العسل المستخرج من العرائش التي يصنعها الناس، وهذا الترتيب موافق للترتيب القرآني:
 1- اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا
2- وَمِنَ الشَّجَرِ
3- وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
 
انظروا معي إلى هذه النحلة! كيف تتعب وتعمل بجد ونشاط وكيف تمسك بالزهرة وتحرص على أخذ كل قطرة رحيق منها، تأملوا معي وتساءلوا: مَن الذي سخَّر هذه النحلة لهذا العمل؟ ومن الذي أعطاها هذه القوة لتصنع لنا عسلاً فيه شفاء؟
ثم إن هذه النحلة قد سخّر لها الله طرقاً محددة تسلكها لتقطع آلاف الكيلو مترات في سبيل صنع بعض العسل. يقول تعالى: (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً)! فمن الذي ذلّل لها هذه الطرق وهداها إلى السير فيها فتجدها تقطع آلاف الكيلومترات في اليوم الواحد؟ من الذي زوّدها بمحرك تعجز عن صنع مثله كل أجهزة القرن الواحد والعشرين؟
 
صورة لدماغ النحلة كما يبدو تحت المجهر، إن دماغ النحلة صغير جداً لدرجة أنه لا يمكنها أن تقوم بكل هذه الحسابات المعقدة لتحديد طريقها وسلوكها وهي تدور حول نفسها بحركة معقدة تدل رفيقاتها على اتجاه الغذاء ومكانه بدقة بالغة! يقول العلماء عن هذه الظاهرة: Honeybees may not have much brain, by they do have a secret. أي أن هناك سراً وراء هذا السلوك المعقد.
وأخيراً لا يخفى على أحد الشفاء الذي يقدمه العسل من كثير من الأمراض: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) والعسل يتم تصنيعه في بطون النحل، وهذه حقيقة علمية حديثة الاكتشاف لم تكن معروفة زمن نزول القرآن.
 
انظروا معي إلى هذه الخلايا الهندسية المنتظمة، ليست من صنع مهندس ولا رسم فنان، إنها مجرد نحلة تقوم بهذا العمل الرائع! من الناحية الهندسية يعتبر الشكل السداسي من أكثر الأشكال متانة مَن الذي علم النحلة هذا الشكل بالذات وليس أي شكل آخر، هل هي الطبيعة العمياء؟
لقد ثبت حديثاً أن كل نوع من أنواع العسل له استخدامات تختلف عن النوع الآخر وتركيب مختلف أيضاً، ولكنها جميعاً تتميز بقدرتها على الشفاء. واليوم هنالك مشافي خاصة ومعالجون وأطباء يعتمدون على العسل بشكل أساسي في علاج مئات الأمراض، وهذا يتطابق مع قوله تعالى: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)! فهل تدعونا هذه الحقائق للتفكر بآيات الله في النحل؟ (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق