الأحد، 8 يوليو 2012

الأصلع والأقرع والأفرع


الأصلع والأقرع والأفرع
الصَّلَعُ ذَهابُ الشعر من مقدَّم الرأْس إِلى مُؤَخره وكذلك إِن ذهب وسَطُه .... والعرب مثل غيرهم لا يحبون الصلع، ويكثر ظهور الصلع بين العجزة والمسنين والأشراف.. كقول الشاعر :
وأَنْكَرَتْني وما كانَ الذي نَكِرَتْ*** من الحَوادِثِ إلاّ الشَّيْبَ والصَّلَعا
والصلع قد تعتبره العرب من خصال السؤدد لأَن أَكثر الأَشرافِ وذوِي الأَسنانِ صُلْع ، وأن الإنسان إذا تقدمت به السن أخذ الصلع يجد له مكانًا في رأسه فيلعب فيه. ومن ذلك قول الناس يوم بدر: "ما قتلنا إلا عجائز صلعًا" أي: مشايخ عجزة عن الحرب ، وأنشد ابن الأعرابي: " يَلوحُ في حافاتِ قَتلاهُ الصَّلعْ " أي: يتجنب الأوغاد ولا يقتل إلا الأشراف.
وقول الشاعر :
فَقُلْتُ لَها لا تُنْكِرِيني فَقَلَّما ***  يَسُودُ الفَتَى حتى يشِيبَ ويَصْلَعا

وهم يفضلون "الأفرع" على الأصلع ، والفارِع والفارِعة والأفْرَعُ والفَرْعاءُ يوصف به كثرة الشّعر وطوله على الرأس ، وكان "أبو بكر رضي الله " أفرع، وكان عمر رضي الله أصلع، وكان رسول الله أفرع ذا جمة .
وروي أنه لَمّا حلَقَ عُمَرُ رضي الله عنه لمَّة نصر بنُ الحَجّاجِ بعدما سمع امرأة تقول:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أم من سبيل إلى نصر بن حجاج
فقال نصر بنُ الحَجّاجِ:
لقَدْ حَسَدَ الفُرْعانُ أَصْلَعُ لَمْ يَكُنْ ... إذا ما مَشى بالفَرْعِ بالمُتَخايِلِ

وقيل الصلع خير من "القرع"؛ لأن القرع داء يصيب الرأس، فيؤثر في منظره .. لأعرابي في الصلع:
قد ترك الدهر صفاتي صفصفا *** فصار رأسي جبهةً إلى القفا
كأنه قد كـــــان ربعــــاً فعفــــا  ***    أمسى وأضحى للمنايا هدفـــا

وكان ابن الرومي أقرع الرأس، وقد أخبر بعلة ذلك في قوله:
تعمّمت إحصــاناً لرأسي برهةً ... من القــرّ يوماً والحرور إذا سفع
فلمــا دهى طـول التعمّم لّمتي ... فــــأزرى بها بعد الأصالة والفرع
عزمت على لبس العمامة حيلةً...لتستر ما جرّت عليّ من الصّلع

وأنشد ابن الأعرابي
برى رأسه بارٍ بغيرِ حديدةٍ ... فمفرقهُ من بين أذنيهِ أجمعُ
وقال آخر:
إذا رأيــــــــت صلعاً في الهامه ... وحدبــــــــاً بعد اعتدال القامه
وصار شعر الرأس كالثغامه ... فايئس من الصحة والسلامه

وقال:
لقد أخلقت جدّتي الحادثات... ومن عاش في ريبها يخلق
وبدّلتنــــي صلعــــــاً شـــــــامــلاً  ...  من الشعر الفاحم الأغسق
وقد كنت أصلع من عارضي...فقد صرت أصلع من مفرقي

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ
________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق