الأحد، 12 أغسطس 2012

الظن في القرآن


الظن في القرآن
الظن في الأصل : قوة أحد الشيئين على نقيضه في النفس . والفرق بينه وبين الشك . أن الشك : التردد في أمرين لا مزية لاحدهما على الآخر .
ومظنة الشيء : موضعه ومألفه . والظنة :التهمة .  والظنين : المتهم  .

وذكر أهل التفسير أن الظن في القرآن على خمسة أوجه :
أحدها : الشك . ومنه قوله تعالى في البقرة “  وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ “وفي  الجاثية: “قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ”، يعني: إن نشك إلا شكا ، وفيها “  وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ “.
والثاني : اليقين . ومنه قوله تعالى في البقرة  : “  الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ “ ، وفيها : “قَالَ الَّذِينَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ “ ، وفيها  : “  إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ “ يعني: إن أيقنا ، وفي ص  : “  وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ “ أيقن داود أنا ابتليناه ، وفي سورة الحاقة  : “  إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ “ .
والثالث : التهمة . ومنه قوله تعالى :  في التكوير   : “  وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ “ ، أي بمتهم. ومنه قوله تعالى في الحجرات " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ".
والرابع : الحسبان . ومنه قوله تعالى في حم السجدة  : “  وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ “ ، وفي الانشقاق : “ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ “ ، أي : حسب .
والخامس : الكذب . ومنه قوله تعالى  في النجم  : “إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا “.وثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق