الأسباب في القرآن
الأسباب : جمع سبب . والسبب في الأصل : الحبل . ثم يستعار في كل شيء يتوصل به إلى المطلوب . فيقال للطريق سبب لأنك بسلوكه تصل إلى الموضع الذي تريده ،والسبب المفازة ، وأساب السماء : أبوابها . قال زهير :
ومن هاب أسباب المنية يلقها *** ولو نال أسباب السماء بسلم
وذكر أهل التفسير أن الأسباب في القرآن على خمسة أوجه :
أحدها : الحبال . ومنه قوله تعالى في الحج : "مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ".
والثاني: الأبواب . ومنه قوله تعالى في ص: "أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ و الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ" ، أبواب السماء وطرقها من سماء إلى سماء، وكل ما يوصلك إلى شيء من باب أو طريق فهو سببه ـ وفي غافر: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى".
والثالث: العلم . ومنه قوله تعالى في الكهف : " إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا" .
والرابع: الطريق . ومنه قوله تعالى في الكهف : "إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا" أي : طريقا.
والخامس: المواصلة والمودة . ومنه قوله تعالى في البقرة: "إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ". أي الصلات التي كانت بينهم في الدنيا من القرابات والصداقات. وأصل السبب ما يوصل به إلى الشيء من ذريعة أو قرابة أو مودة ومنة يقال للحبل سبب وللطريق سبب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق